ميدو مشاكل رئيس مجلس الادارة
عدد الرسائل : 137 العمر : 38 العمل/الوظيفة : بكالوريوس نظم معلومات ادارية الهوايات : تصفح المواقع الدولة : مصر المزاج : تاريخ التسجيل : 19/10/2007
| موضوع: تحليل فني لموسيقي سيد درويش الجمعة 30 نوفمبر 2007, 3:49 pm | |
|
تعالوا نعيش شوية مع تحليل فني دقيق لموسيقي وأغاني الفنان القدير سيد درويش ونشوف الحالة المزاجية بتعمل أيه في كيانه .. وحالته النفسية ... والحانه
يلاه بينا ...........
................................................................................ .............
الشيخ سيد درويش البحر كان يغني في حفل زفاف .. و كانت العاده ان يُفصل الرجال عن النساء في هذه المناسبات .. و لما انتهت وصلته اقترب من الحاجز بين القسمين فالتقت عيناه بعيني جليله (العالمه ) الشهيره فابتسمت له وفقد هو ساعتها قلبه ووجد و فزنا بشحنات الالهام تحرك اصابعه على عوده و تحفز خلايا مخه ليرتجل - و اكرر يرتجل - لنا طقطوقة هي من اعذب ما شهدت الموسيقى العربية شعرا و موسيقا
خـفيف الــروح بيتعاجب برمش العين و بالحاجب غمزلي مــره بعيـــونه لاقيت الحب مضمونه حرام ان كــنت انا اخونه و عشقي له مــن الواجب خفيف الروح
.. معرفة معلومة كتلك كافٍ جدا ليأسرك في رحاب هذا الموسيقي الى الأبد .. اي موهبة مرعبة امتلكها الشيخ الازهري من الاسكندريه ..عرف عني دوما وصفي لسيد درويش بالراديو الترانزستور الذي يستقبل بثا لا سبيل الا ان يذيعه و لا يملك في صناعته لا ناقة و لا جملا .. و هو مايصدق على انسان عارم الموهبة كمثله مات في الثلاثين من عمره ولم يحفظ جسده فانقطع البث بانقطاع أداة اذاعته ..
جليلة التي كانت ملهمة الشيخ سيد و سببا في امتاعنا بما لايعد من الادوار و الموشحات و الطقايق الغرامية الخالدة كانت لعوبا بما يحق ل(عالمة) في هذا الزمان .. و كان هذا سبا في دفقات اليأس و ندب الحظ و مرارة الهجر التي انتقلت لنا عبر موسيقى الرجل حتى وصلتنا اليوم لتؤثر فينا بعد قرن .. مايسحرني في انتاج سيد درويش المتعلق بجليله هو تلك التلقائية التي تمس روحك بلا استئذان .. مثالي هنا هي قصة الصاغه : يقال ان جليلة صادقت صائغا شهيرا اهداها ( خلخالا ) ذهبيا لم يكن في طاقة سيد درويش - على فقره - ان يبتاع مثله , لكن كان في طاقته قطعا ان يجعل جليلة تندم على قبول الهديه .. و العاشق الجديد يندم على اهدائها ..
في الصاغه الصغيره روح تشوف العـجــايب و الـعـجـب
عـــلى الشمـال اول دكــــان صاحبه جدع اسمه القبطان عنده حلق خفه و كردان وآدي الحقيقه و نكتب
تاني دكـــــان سيبك منه و التالت اللي باقول عنه تاجر شهير ولا فيش منه ولكل شيء دايما سبب
رابع دكــــان سلملي عليه دا انا قلبي مايميل الا اليه و الخامس اللي اقبل ايديه ده يساوي طب كيل دهب
امــــا بــــقى ســاتت دكـــان فاستنى عنده يابو القمصان تلقى اللي فيه قاضي النسوان عمر اللي زيه ماينعتب
بيقولوا مره عمل خلخال ينفع ركـــاب لتلاته بغال سالت مين لبسته يا عيال قالوا جليله ام الركب
ماعرفش ان كان ده معلم ولا ده للــــعـــشاق سلــــم صبرك عليه بكره يضلم و تشوفوا فيه كل العجب
قسوه .. يصف الشيخ الصاغة وصفا تفصيليا للزائر .. و يعطي وصفا مكثفا بديعا صحيحا مفصلا لحال كل دكان وصاحبه وسبب شهرته او كساده .. و بينما يصف لك في رحلة تخيلية حال كل حانوت يصل بك الى دكان العاشق الجديد و يتأكد اولا من ان يستخدم جملة لحنية تفصل بين الاخير و ماسبقه من دكاكين .. ثم يعيد جملته للتوكيد .. ثم يصف صاحبه بقاضي النسوان الذي لا يمكن - لنقصه - معاتبته .. اشعر كلما سمعت الوصف بقسوته ..اتخيل رجلا شرقيا تاجرا مصريا في العشرينات من القرن الفائت قد يكون ربا لأسره او معلما كبيرا في سوق الذهب .. و قد سبه احدهم بانه ( قاضي النسوان ) .. الذي لا يمكن معاتبته لعوره .. اي قسوة شعريه
الف الشيخ سيد مصيبته تلك ولم يكتف بذلك .. بل زار الحارة التي تقطنها جليله .. و جمع اطفال قاطينها الذين يلعبون فيها طوال النهار و جلس يحفظهم لحن الاغنية و كلماتها حتى اذا ظهرت جليلة غنوها لها في ( الرايحة و الجايه ) فتتميز غيظا و تموت قهرا و ندما غير ان ما حدث كان اكثر من توقعات سيد بكثير .. انتشرت الغنوه و انفجرت شعبيتها حتى اذيعت في الاذاعات الاهليه و غناها مطربي المسارح التي تعمل فيها جليله و المنافسة لها ايضا .. و صارت الاغنية على كل لسان .. و تدفقت جموع الناس الى الصاغه لترى صاحب المحل الشهير .. الذي اضطر بسبب الفضيحه الى غلق متجره و قطع رزقه حتى تنتهي الضجه .. و اعتزلت جليلة حسب القصة العالم و مكثت في بيتها حتى قررت الاعتذار للشيخ السيد فأتته باكية طالبة منه السماح فعادت المياه الى مجاريها ليعود فيغني لها رائعته : انا هويت و انتهيت وليه بقى لوم العزول..و يؤكد في نهاية الدور انه ( احبه حتى في الخصام و بعده عني يا ناس حرام ) كم كانت محظوظه هذه الجليله حتى تخلد في التاريخ بهذه الصوره ...... شكرا لكم ....
| |
|